تكشف آني كيلي في هذا التقرير عن استمرار احتجاز العشرات من الأطباء والطواقم الطبية في سجون إسرائيلية دون توجيه تهم، في ظل ظروف احتجاز قاسية، بينما يواجه قطاع غزة انهيارًا صحيًا متفاقمًا.
وفقًا لبيانات منظمة مراقبة العاملين في القطاع الصحي (HWW)، تحتجز إسرائيل حاليًا 28 طبيبًا من غزة داخل سجونها، من بينهم ثمانية استشاريين كبار في مجالات الجراحة، العظام، العناية المركزة، القلب، وطب الأطفال. يقبع 21 منهم في السجن لأكثر من 400 يوم دون توجيه أي تهم، حسب المنظمة.
اعتقلت القوات الإسرائيلية منذ بداية يوليو ثلاثة عاملين صحيين إضافيين. وفي 22 يوليو، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن قوة خاصة إسرائيلية اعتقلت الدكتور مروان الهَمس، مدير مستشفى أبو يوسف النجار برفح، أمام المستشفى الميداني التابع للصليب الأحمر. اختفى أثره حتى الآن، ولم تُصدر السلطات الإسرائيلية أي تصريح حول اعتقاله.
في اليوم التالي، أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن القوات الإسرائيلية اعتقلت اثنين من موظفيها من منشأة كانت تؤوي عائلات الطاقم في دير البلح، ولا يزال أحدهما قيد الاعتقال.
مئات العاملين الصحيين في السجون
تشير منظمة الصحة العالمية إلى اعتقال أكثر من 300 من العاملين في القطاع الصحي منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، بينما ترفع منظمة HWW الرقم إلى أكثر من 400.
يقول معاذ السر، مدير HWW: "اعتُقل كثيرون منهم في أماكن عملهم، ولا يزالون محتجزين منذ أشهر، محرومين من التواصل، والرعاية الطبية، ويعانون من ظروف اعتقال مروّعة". وطالب الجهات الدولية بممارسة الضغط على إسرائيل لإطلاق سراح هؤلاء الأطباء والممرضين.
مستشفيات تنهار وأطباء يتضورون جوعًا
تعاني المستشفيات في غزة من انهيار شبه كامل في ظل الحصار والعدوان، بينما تؤكد شهادات أطباء نقلتها الجارديان ومنصة "الصحفيون الاستقصائيون العرب" أن الجوع أضعف الطواقم الطبية لدرجة جعلتهم غير قادرين على تقديم الإسعافات الضرورية.
في فبراير الماضي، نشرت الجارديان روايات صادمة لأطباء فلسطينيين أُفرج عنهم بعد احتجازهم، تحدثوا فيها عن تعذيب وضرب وإهانة مستمرة في المعتقلات الإسرائيلية.
من بين المحتجزين حاليًا، الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، والمحتجز في سجن عوفر منذ ديسمبر 2024. وأكد محاميه هذا الأسبوع أن حالته الصحية تدهورت وأنه يتعرض للضرب والتعذيب.
اتهامات بلا أدلة
في بيان للجارديان، اتهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطواقم الطبية بالمشاركة في "أنشطة إرهابية لصالح حماس"، لكنها لم تقدم أي دليل يثبت هذه المزاعم. وذكر البيان: "الجيش لا يلاحق الطواقم الطبية بصفتهم المهنية، بل بسبب احتمال تورطهم في أنشطة إرهابية".
أطباء يموتون في الأسر
قُتل طبيبان بارزان أثناء احتجازهما:
الدكتور إياد الرنتيسي، استشاري التوليد بمستشفى كمال عدوان، توفي في سجن شيكما.
الدكتور عدنان البرش، رئيس قسم العظام بمستشفى الشفاء، لفظ أنفاسه الأخيرة في سجن عوفر في أبريل 2024.
شهادات سابقة من معتقلين أكدوا أن الدكتور البرش تعرض لتعذيب شديد وعنف جنسي مروّع قبيل وفاته. لم تسلم إسرائيل جثتي الطبيبَين إلى عائلتيهما حتى الآن.